انتهاكات حقوق الطفل العراقي في ظل الاحتلال الأميركي

 

الدكتورة سعاد ناجي العزاوي - أستاذ مشارك في الهندسة البيئية

يتعرض أطفال العراق وعناصر المجتمع العراقي بمكوناته الاجتماعية والثقافية والحضارية الأخرى منذ عقدين لانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، بدأت مع تدمير الولايات المتحدة وبريطانيا للخدمات والبنى التحتية المدنية العراقية في عدوانهما على العراق خلال حرب الخليج لعام 1991 ، وفرض عقوبات اقتصادية وحشية تسببت في حرمان الشعب العراقي من الغذاء والدواء والمياه النظيفة وخدمات الرعاية الصحية والتعليم والأمن، وأدت إلى وفاة أكثر من نصف مليون طفل عراقي خلال عقد التسعينيات ]1[، وقد توجت الولايات المتحدة معاناة العراقيين تحت ظروف الحصار الظالم لثلاث عشرة عاما بغزوها لأراضيه في آذار من عام 2003 خلافا لإرادة المجتمع الدولي متحدية بذلك ما نصت عليه المواثيق والأعراف الدولية.

وقد ولدت إشكال جديدة من المعاناة لشعب العراق في ظل الاحتلال الأمريكي للبلاد عام 2003 ، إذ لم تكتف القوات الأميركية الغازية بالاستخدام المفرط للقوة الذي راح ضحيته الآلاف من المدنيين، فبدأت بممارسة عمليات حرق وتدمير منظم لمؤسسات الخدمة المدنية والبنى التحتية من مراكز صحية ومدارس وجامعات ومجمعات صناعية ]2[، وقد جاء في تقرير بعثة الأمم المتحدة للعراق عام 2006  بأنه يمكن وصف العراق" كشعب انحدر إلى البربرية منذ الغزو الأمريكي له عام 2003" ]2[.    

وساهمت عوامل كثيرة في ظل الاحتلال الأمريكي مثل انعدام الأمن وارتفاع وتائر العنف الطائفي، وتدهور نظم الرعاية الصحية، واستشراء الفقر، وتعرض أعداد كبيرة من السكان للسجن، ونقص المياه النظيفة، والحرمان من الطاقة الكهربائية، والتلوث البيئي والافتقار للمرافق الصحية في انتهاك حقوق الطفل جسديا ونفسيا ما تجلت أثاره في ارتفاع معدلات الوفيات للأطفال، وتشير التقارير إلى إن طفل واحد من بين كل ثمانية أطفال يموت قبل سن الخامسة في عراق مابعد الاحتلال ]3[، وهي نسبة عالية جدا لبلد نجح قبل فرض الحصار الظالم عليه في خفض معدلات الوفيات بين الأطفال إلى ما يقارب النسب في الدول المتقدمة بشهادة المنظمات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة.    

وقد فشلت القوات الأمريكية وحكومة الاحتلال في العراق بالنهوض بمسؤولياتها الأساسية تجاه أطفال العراق وفقا لما نصت عليه اتفاقية حقوق الطفل-   )لجنة حقوق الطفل قرار 25 – الجلسة 44 في نوفمبر1989 [4] (، تلك الاتفاقية التي صادقت عليها 194 دولة عدا الولايات المتحدة والصومال! والتي أكدت على ضرورة حماية حقوق الطفل في الحياة والمحافظة على سلامته البدنية والعقلية والأخلاقية والروحية والتنمية في بيئة آمنة.  

وسوف نعرض في هذه الدراسة انتهاكات حقوق الطفل من قبل القوات الأمريكية الغازية على جميع المستويات، بما في ذلك الرعاية الصحية، والتعليم، والضمان الاجتماعي، ووحدة الأسرة بفصل الأطفال عن آبائهم عن طريق الاعتقال والسجن الملاحقات.

وكذلك سيتم استعراض دراسة حالة يتم من خلالها استعراض مشاكل الأطفال العراقيين اللاجئين في سوريا.

أطفال العراق في ظل العقوبات الاقتصادية (1990-2003)         
في عام 1990 نجحت الولايات المتحدة في فرض عقوبات اقتصادية على العراق عبر هيمنتها على الأمم المتحدة، وقد بالغت لجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة المشكلة وفقا للقرار 661 لعام 1990 واستجابة للضغوط الأمريكية والبريطانية في حرمان العراق من حقه المشروع في استيراد المعدات والأدوية والمواد التعليمية وكل ما يدخل ضمن متطلبات الرعاية الصحية والخدمات التعليمية والضروريات ذات الصلة بحقوق الإنسان تحت ذريعة الخوف المزعوم من خطر العراق على المجتمع الدولي.

لقد كانت العقوبات الاقتصادية بمثابة حرب مفتوحة ضد أطفال العراق وفقا للحقائق التالية:

1.       تجاوزت معدلات وفيات الأطفال دون سن الخامسة بعد فرض العقوبات طبقا لتقارير اليونيسيف 4000 شهريا بالمقارنة بنسب الوفيات لهذه الفئة من الأطفال  في فترة ما قبل الحصار]6[. وقد أدى ذلك الى وفاة ما يقرب من نصف مليون طفل في الفترة ما بين 1990-1998 ]7[ 

لقد أكد المسح الإحصائي الذي أجرته منظمة اليونيسيف في آب 1999 ]7[ وغيرها من التقارير ذات الصلة ان العراق يواجه حاجات إنسانية ملحة، وأوضحت التقارير ان الأسباب الرئيسة لزيادة معدلات وفيات الأطفال هي:

• عرقلة وصول شحنات لقاح للأطفال العراقيين ضد الخناق (الدفتريا) والحمى الصفراء ؛                 
• انعدام الصرف الصحي والمياه النظيفة بسبب الحظر المفروض على المواد الكيميائية اللازمة لعملية   تنقية المياه ؛                                                                    
• حرمان الأطفال من الحليب والمواد الغذائية النوعية التي تساعد على بناء جهاز المناعة لديهم ؛       
• قصف وتدمير البنى التحتية الرئيسية ذات الصلة بالحياة المدنية مثل محطات توليد الطاقة الكهربائية ، وشبكات الاتصالات ، والمستشفيات ، وأنظمة الصرف الصحي وتنقية المياه ، الخ ، ما أدى  إلى تدهور عام في مستوى المعيشة.                                                                                              

2.       لقد أدت الغارات الجوية للقوات الأمريكية والبريطانية والقصف المتكرر للمناطق السكنية المدنية في سياق ما يسمى بفرض مناطق حظر الطيران في شمال وجنوب العراق الى مقتل أعداد كبيرة من أطفال العراق وبخاصة خلال الهجمات العنيفة التي شنتها القوات الجوية والبحرية الأمريكية في شهر مايو 1998 حيث نفذت الطائرات الأمريكية 24000طلعة جوية ضمن مهامها القتالية على مناطق جنوب العراقد]1[

3.       كما أدى القصف الأمريكي الوحشي لملجأ العامرية في الثالث عشر من شهر شباط عام 1991 باستخدام قنابل جديدة لقصف الأماكن المحصنة تحت الأرض ]9[ الى إحراق أكثر من 300 طفل عراقي و أسرهم.  

4.       تلوث بيئة العراق بسبب استخدام القوات الامريكية أسلحة اليورانيوم المنضب الإشعاعية خلال حرب الخليج عام 1991. ان التعرض لهذه الملوثات تسبب في ظهور بعض الأمراض بين الأطفال مثل الأورام الخبيثة المضاعفة، ولوكيميا الأطفال ، والتشوهات الخلقية ، وغيرها [10] [11]. وقد تضاعفت أعداد المصابين بهذه الأمراض حيث تم تسجيل إعداد كبيرة من الإصابات في صفوف السكان في جنوب العراق وقدامى المحاربين في الحرب الأمريكية على العراق.

5.       وفقا لما ذكره برنامج الغذاء العالمي في 26 سبتمبر 1995 فان 2.4 مليون طفل عراقي دون سن الخامسة معرضون لخطر الإصابة بسوء التغذية الحاد ]12[

6.       ذكر تقرير اليونيسيف في أكتوبر عام1999 بأنه ولغاية  نيسان 1997 حدث تحول ملحوظ في الوضع الغذائي لكافة للأطفال في العراق باتجاه سوء التغذية مما تسبب في زيادة معدلات الوفيات بين الأطفال لتصل لأعلى المعدلات في العالم]13[.

7.       وفقا لتقرير اليونيسيف لعام 1989 بلغت نسبة المتعلمين في العراق ما بين 93% -95%، مع تمتع السكان بحرية الوصول إلى الخدمات والمرافق الصحية الحديثة]14[، لا بل إن العراق وفي سياق مساعيه الرامية إلى قطع الروافد التي تغذي الأمية في المجتمع فرض عقوبات قانونية على الآباء الذين لا يرسلون أبناءهم إلى المدارس, وقد ادت هذه السياسات إلى تطور المؤشرات الأساسية لقياس الرفاه الشامل للبشر بمن فيهم الأطفال إلى مستوى الشعوب المتقدمة في العالم.  الا انه بعد فرض الحصار الشامل على العراق عام 1990 تدهور النظام التعليمي بشكل كبير بسبب النقص في الإمدادات والتخصيصيات المالية للمدارس وصعوبة مواكبة المعايير الدولية للتعليم  والتطورات الحاصلة في المناهج التعليمية العالمية. عندما سئلت مادلين أولبرايت سفيرة الولايات المتحدة في لدى الأمم المتحدة عما إذا كان موت نصف مليون عراقي هو ثمن يستحق الدفع, أجابت "إننا نعتقد إن الثمن يستحق ذلك"]1[. من هذه الإجابة نستنتج مدى استقتال الولايات المتحدة وبريطانيا في سعيهما للهيمنة على النفط في العراق والعالم.

حال أطفال العراق في ظل الاحتلال الأمريكي للعراق منذ عام 2003 حتى الآن

توجت معاناة أطفال العراق لثلاثة عشرة عاما وموت أكثر من نصف مليون منهم بسبب العقوبات الاقتصادية, بالغزو الأمريكي للعراق عام 2003.

وكان على الشعب العراقي بكل مكوناته ويضمنهم الأطفال مواجهة الاستخدام المفرط للقوة من قبل قوات الغزو الأمريكي, واستخدام تقنيات الصدمة والرعب, وشن الغارات الوحشية وتدمير البنى التحتية للبلاد, وحرق ونهب مؤسسات الخدمة المدنية والمراكز  والمستشفيات و اثارة الحرب الطائفية التي تم التخطيط لها من قبل مخابرات قوات الاحتلال [15] .

لقد أضاف الاحتلال الأمريكي للعراق انتهاكات اخرى لحقوق الاطفال تمثلت بما يلي:

  
1. القتل المباشر أثناء عمليات غزو العراق العسكرية حيث تم استهداف المدنيين ومن ضمنهم الأطفال. أما الخسائرالاضافية بين الأطفال فقد نجمت عن الذخائر والالغام غير المتفجرة على امتداد طرق الاشتباك العسكري ]16[.

2. القتل المباشر والاعتداء على الأطفال خلال الغارات الوحشية التي كانت تشنها القوات الأمريكية على المدن مثل الفلوجة, حديثة, المحمودية، تلعفر , الأنبار ,والموصل ، ومعظم المدن العراقية الأخرى [17]. وتعد مذبحة حديثة للأطفال في عام 2005 مثال جيد على "الإضرار الجانبية" في صفوف المدنيين [18].

3.القتل اليومي للضحايا بسبب تفجيرات السيارات المفخخة والعبوات ، وتفجيرات المباني وغيرها من الهجمات الإرهابية على المدنيين والتي رافقت وجود الاحتلال في العراق.


4. اعتقال وتعذيب الأطفال العراقيين
أثناء وجودهم في السجون الاميركية والمعتقلات العراقية الحكومية حيث تجري معاملة الأطفال وتعذيبهم واغتصابهم بوحشية ]19[. وتحتفظ أمريكا بأشرطة فيديو مسجلة للجرائم الوحشية التي ارتكبها حراس السجن في أبو غريب ]20[ وغيره من السجون.

5. أدى استشراء الفقر والفساد بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية إلى انتشار سوء التغذية الحاد بين الأطفال العراقيين]21[. وقد ذكرت منظمة أوكسفام في يوليو / تموز 2007 إن ما يقرب من ثمانية ملايين عراقي بحاجة فورية  للمساعدات الطارئة ، بالإضافة إلى إن ما يقرب من نصف السكان يعيشون في "فقر مدقع" ]22[.  
6. استخدام سياسة التجويع للمدن المحاصرة  في العراق كنوع من العقاب الجماعي عبر منع وصول الغذاء والمساعدات والذي زاد من معاناة الأطفال الصغار وأضاف المزيد من الضحايا من بينهم ]23[.

7.  التلوث الجرثومي  وانعدام الصرف الصحي ونقص مياه الشرب لنسبة تصل الى 70 ٪ من السكان ]22[ أدى إلى وفاة "طفل من كل ثمانية أطفال في  العراق" قبل بلوغهم سن الخامسة. ويفسر المراقبون ارتفاع نسبة وفيات الأطفال الصغار في العراق إلى الأمراض التي تنقلها المياه مثل الإسهال والكوليرا والتيفوئيد والتهاب الكبد الفيروسي وغيرها ]24[.

8. تعريض المدن المكتظة بالسكان الى التلوث بالمواد لكيميائية السامة و الذخيرة المشعة بسبب استخدام الأسلحة المحرمة مثل القنابل العنقودية والنابالم والفسفور الأبيض واليورانيوم المنضب ]25[.وقد أدى ذلك الى زيادة كبيرة في إعداد المصابين بالا مراض ومنها سرطان الدم  والأورام الخبيثة  مع ارتفاع نسبة المصابين من الأطفال بالتشوهات الخلقية ، إذ شهدت محافظات البصرة وبغداد والناصرية والسماوة والفلوجة والديوانية وغيرها من المدن العراقية زيادة كبيرة لنسب الإصابة بهذه الإمراض [26]. فقد تجاوزت نسبة التشوهات الخلقية بين المواليد في الفلوجة 24% من مجموع الأطفال الذين ولدوا في شهر أكتوبر 2009 ]27[. ونتيجة لهذا الوضع  قامت وزيرة البيئة في العراق بتوجيه دعوة إلى المجتمع الدولي لمساعدة السلطات العراقية لمواجهة الزيادات الهائلة في الإصابة بالسرطان في العراق ]28[.

8.       أسفر تدهور نظام الرعاية الصحية]29[ ، والاغتيالات المنظمة للأطباء]30[ ]31[ عن زيادة عدد الضحايا في صفوف الأطفال. وقد قدر أن معدل الوفيات بين السكان في العراق بلغ 000 650،  شخص من عام 2003 لغاية 2006 ]31[. وأشارت دراسة استقصائية أخرى إلى أن العدد الإجمالي للقتلى خلال الفترة من عام 2003 لغاية 2007 بلغ نحو مليون قتيل ]32[، وقد تم تحديد إخفاقات نظام الرعاية الصحية باعتبارها واحدة من الأسباب الرئيسية، من بين قضايا أخرى.

9.       الأضرار التي لحقت بالنظام التعليمي في  العراق بعد الاحتلال. إذ أشارت التقديرات الى انه بحلول عام 2004 كان التسرب من المدارس قد بلغ اثنين من كل ثلاثة أطفال عراقيين]33[. وأكدت الإحصاءات الصادرة عن وزارة التربية والتعليم في أكتوبر 2006 إلى أن الى انخفاض نسبة الملتحقين في المدارس الى 30% فقط من بين 3.5 مليون طالب يدرسون في مدارس كان التحاق الطلبة فيها قبل الغزو الأمريكي للعراق وبشهادة اليونسكو يقرب من 100 ٪ ]34[ ]35[. وقد دفع اغتيال المثقفين والأكاديميين في العراق زملائهم لمغادرة البلاد. ان هجرة الأدمغة والتدمير المقصود والمنظم للمدارس والنظام التعليمي في العراق هو جزء من مخطط يستهدف التطهير الثقافي للمجتمع العراقي وإلغاء هويته الحضارية ]36[.

11. الانهيار الكامل للاقتصاد العراقي واستشراء البطالة بين السكان ، وأعمال العنف الطائفي ، والغارات الأمريكية الوحشية على المدنيين ، وقتل واحد أو أكثر من أفراد العائلة العزيزين حرم جميع الأطفال في العراق من براءة الطفولة التي هي حق لكل طفل. كما أجبر انهيار الأسرة ، والفقر ، والافتقار الكامل والشامل للأمن. على الاضطلاع بأدوار اقتصادية مدرة للدخل لأسرهم التي تعاني من الجوع والفقر وترك الدراسة في المدارس ، والاضطرار إلى التعامل مع مشاكل تخص الكبار مثل البطالة والعمالة اليدوية ، وما إلى ذلك ]16[. لقد عرض هذا الوضع الأطفال للمشقة والعديد من أشكال إساءة المعاملة والتعرض للعنف بشكل يومي ما يؤثر على النمو النفسي والسلوكي كذلك.

12. الزيادة الحادة في عدد الأيتام في العراق. إذ تقدر وزارة العمل والشؤون الاجتماعية عدد الأيتام في العراق  الى ما يقرب من 4.5 مليون ]37[. فيما تشير تقديرات أخرى الى ان عدد الأيتام يصل الى ما يقرب من 5 ملايين. يعيش حوالي 500،000 من هؤلاء الأيتام في الشوارع دون منزل أو أسرة أو مؤسسات متخصصة لرعايتهم. ويقبع 700 طفل من بين هؤلاء الأيتام في السجون العراقية و 100 طفل في السجون الأمريكية ]37[.


13. التأثير السلبي لمشاكل الأسر التي أجبرت على الهجرة على الأطفال. فمنذ غزو العراق ، كان هناك حوالي 2.2 مليون من المشردين داخليا الذين أجبروا على الهجرة بسبب أعمال العنف الطائفي والعنف الأمريكي بالإضافة الى أكثر من مليوني مواطن تم طردهم من العراق
]16[. وقد أشارت تقارير اليونسكو الصادرة في 20 نوفمبر 2007 الى ان عدد الأطفال العراقيين اللاجئين في  سوريا وحدها بلغ حوالي 300،000 ]38[. ان مشاكل الأطفال المهجرين مع أسرهم قسرا تمثل أزمة إنسانية حقيقية حيث يعمل عدد كبير من العائلات بلا مأوى وبدون وجود تدفقات مالية ، ولا رعاية صحية ، ولا تعليم ، ولا أمن من أي نوع.
وقد تم توجيه الدعوة لعشرات الوكالات الدولية للاجئين والمنظمات غير الحكومية بهدف الحصول على مساعدات دولية لحل هذه الأزمة. الباب 4 من هذا التقرير يطرح بعض المشاكل لأطفال اللاجئين العراقيين في سورية والتعامل معها.
                             

 تدهور الظروف المعيشية للأطفال العراقيين المهجّرين

 

§         أجرت الكاتبة هذه الدراسة بمساعدة منظمة إرادة المرأة العراقية (IWW)، وهي منظمة غير حكومية عراقية تناضل من اجل حقوق المرأة العراقية داخل وخارج العراق.              
وقد أجرت الكاتبة والجهة التي ساعدتها زيارات للعائلات التي أجابت على الاستبيان المرفق.

§         في أكتوبر 2009, تم توزيع 300 نسخة من استمارة الاستبيان المعروضة في الملحق ]1[ على الأسر العراقية المقيمة في منطقة اليرموك للاجئين في دمشق ، سوريا. وزار فريق الاستبيان هذه الأسر لضمان دقة الإجابات بإجراء المقابلات الشخصية.

§         من بين استمارات الاستبيانات ال300 الموزعة لم تسترجع الباحثة سوى 120 استمارة فقط بسبب تردد الأسر المشمولة بعينة الدراسة في إعطاء معلومات تفصيلية دقيقة حول أوضاعها خوفا من إلحاق المزيد من الأذى بها من قبل الميليشيات الطائفية والأجهزة الأمنية الحكومية المرتبطة بقوات الاحتلال الأمريكي.

§         بلغ عدد استمارات الاستبيان التي تضمنت معلومات وصفية كاملة عن الأطفال المشمولين بالاستبيان وأسرهم 94 استمارة فقط، فيما أهملت الكاتبة 26 استمارة بسبب عدم تكامل الإجابات وتناقضها في بعض الأحيان, ما عزته الكاتبة الى عدم استيعاب بعض الأسر للهدف الحقيقي من إجراء هذه الدراسة.  

§         تراوحت أعمار الأطفال المشمولين بالدراسة من سنتين الى 18 سنة بلغ عدد الإناث منهم 44 طفلة بنسبة 46.8% من عدد الأطفال المبحوثين فيما بلغ عدد الذكور 50 طفلا بنسبة 53.2% من عدد الأطفال المشمولين بالاستبيان

§         يغطي الاستبيان المبين في الملحق رقم ]1[ الجوانب التالية :                  
1. الهوية الشخصية للطفل ، بما في ذلك الاسم والعمر والجنس ومكان الولادة.
             
2. المركز الاجتماعي لأفراد أسرة الطفل.
                     
3.
الوضع التعليمي للأطفال الذين جرت مقابلتهم.                  
4. الوضع المالي لأسر الأطفال.
              
5. الوضع الصحي للأطفال.                

 

ندرج أدناه تحليل نتائج الاستبيان:

جدول-1  مكان الولادة للأطفال ضمن عينة الدراسة

مكان الولادة

بغداد

البصرة

صلاح الدين

رفض التعريف

سوريا

عدد الأطفال

52

7

4

29

2

نلاحظ ان معظم الأطفال المهجرين ضمن مجموعة الدراسة هم من مدينة بغداد، التي تواجه أعلى نسبة من الغارات، القتل، والعنف الطائفي في ظل الاحتلال.

جدول-2 سبب وفيات الوالدين للأطفال ضمن عينة الدراسة

النسبة

السبب

عدد الوفيات للأبوين أو لأحدهما احدهمااحدهما

 

67,4%

قتل من قبل الميليشيات الطائفة وفرق الموت

29

13,9%

قتل من قبل العصابات والمجرمين

6

9%

قتل بانفجار السيارات المفخخة

4

6,9%

قتل مباشر من قبل القوات الأمريكية

3

2,8%

قتل مباشر من قبل قوات الأمن العراقية

1

100%

-

43

الكلي

من الإجابات الواردة في جدول 2 لبقية أعضاء العينة نستطيع ان نستنتج الآتي:

  • 43,6% من اسر الأطفال المبحوثين غادرت العراق فورا بسبب الخوف على حياتهم بعد قتل احد أفراد الأسرة أو التوقيف غير الشرعي للآخرين من قبل قوات الاحتلال.
  • 12,8% من اسر الأطفال ضمن عينة الدراسة اجبروا على مغادرة مناطقهم السكنية.
  • 11,7% من اسر الأطفال ضمن عينة الدراسة غادروا العراق بسبب انعدام الخدمات والأمن وعدم تطبيق القانون.
  • بمعنى آخر 75,5% من الأطفال ضمن عينة الدراسة اجبروا على مغادرة منطقهم السكنية في العراق.

مصادر التمويل للأسرة

جدول-3: الوضع المالي لأسر الأطفال ضمن عينة الدراسة

النسبة%

المسؤوليات المالية

عدد الأسر

22,3

الراتب التقاعدي لأحد الأبوين

21

25,5

عمل المرأة + مساعدات إنسانية من الأمم المتحدة

24

18,1

المساعدات الإنسانية للأمم المتحدة فقط

17

7,5

كل ما ذكر أعلاه

7

4,2

عمل الأب + مساعدات إنسانية من الأمم المتحدة

4

22,4

مساعدات الأمم المتحدة+عمل الأطفال+ بيع لممتلكات الشخصية

21

100%

الكلي

94

يبين الجدول-3 ان اسر الأطفال ضمن عينة الدراسة ليس لديها دخل ثابت. ان معظم هذه الأسر باعت ممتلكاتها العقارية والأخرى لتأمين بداية جديدة في دول اللجوء. وبعد استهلاك إيراداتها من هذه الممتلكات أصبح من الصعب جدا تقديم الدعم للأطفال بدون الحصول على عمل مدر للإيرادات أو أي نوع من أنواع التأمينات المالية. بعض هذه الأسر تستلم تعويضات تقاعد تتراوح ما بين 200- 400 دولار شهريا للأبوين أو للجدين إذا كانا على قيد الحياة.

مصدر آخر للدخل لبعض الأسر هو الدعم المالي الذي تقدمه الأمم المتحدة البالغ نحو 100 دولار شهريا مضاف لها 10 دولارات عن كل طفل.

لكل الأسباب المذكورة، اجبر الكثير من الأطفال ضمن عينة الدراسة على العمل لكسب إيرادات تعزز الإيرادات المحدودة لأسرهم.

وكما نلاحظ من الجدول 3 فان الوضع المالي لمعظم الأسر ضمن عينة الدراسة اقل من الحد الأدنى المقبول للحياة الإنسانية، برغم ان أكثرية الآباء والأمهات هم من حملة الشهادات الجامعية( مدرسين، مهندسين,..الخ), ونستطيع ان نستنتج ان معظم هذه الأسر تعجز عن توفير الضروريات الأساسية لحياة الأطفال مثل نوعية الغذاء والعناية الطبية والسكن الصحي. 

الوضع التعليمي للأطفال

معظم الأطفال ضمن عينة الدراسة من عائلات متعلمة تعليما مناسبا، ويشير المسح الإحصائي إلى انه برغم من الصعوبات المالية فان تلك الأسر تحاول أن تحافظ على تعليم عادل لأبنائها. الجدول 4 يظهر الوضع التعليمي للأطفال ضمن عينة الدراسة.

جدول 4 الوضع التعليمي للأطفال ضمن عينة الدراسة

عدد الأطفال

المستوى التعليمي

النسبة %

50

التعليم الابتدائي

53.2

17

التعليم الثانوي

18

6

التعليم العالي

6.4

21

ترك الدراسة للعمل أو إن الأسرة لا تستطيع تحمل نفقات الدراسة

22.4

94

المجموع

100%

 

كما نرى 22.4% من الأطفال تسربوا من التعليم بسبب الصعوبات المالية الكبيرة الناجمة عن عدم قدرة الوالدين تحمل تكلفة حتى على الخدمات التعليمية المجانية التي يتم تقديمها للاجئين العراقيين في سوريا ( فالوالدين لا يستطيعون تحمل نفقات المتطلبات الأساسية للدراسة وأجور النقل. ..الخ) الأطفال الآخرين اجبروا على العمل لمساعدة عوائلهم على البقاء.

لقد أصبح الاستمرار بتعليم الأبناء من الكماليات التي يصعب على الكثير من أسر اللاجئين العراقيين في سوريا توفيرها لأبنائهم بسبب محدودية الدخل وتخصيصه للحاجات الأساسية من مأكل ومشرب وخدمات طبية.   

                                                                                                    الوضع الصحي والعناية الطبية

إلى جانب القضايا التربوية والتعليمية والمالية تواجه هذه عوائل اللاجئين ، كما أشار الاستطلاع  إلى مشاكل صحية خطيرة بين اسر الأطفال ضمن عينة الدراسة.

ويبين الجدول 5 أدناه الحالة الصحية للسكان المشمولين بالدراسة.

جدول - 5 الوضع الصحي للأطفال ضمن عينة الدراسة

عدد الأطفال

المشاكل الصحية

النسبة%

5

التشوهات الخلقية

5.3

5

لوكيميا الأطفال ومشاكل التنفس (الربو)

5.3

2

العجز بسبب الإصابة نتيجة العمليات العسكرية

2.2

32

الأمراض العقلية والنفسية

34

44

المجموع

46.8

يشير الجدول 5 بوضوح إلى أن 46.8 ٪ من الأطفال ضمن عينة الدراسة تواجه مشكلات صحية خطيرة. فالعدد الأكبر من الإعاقات هي الاضطرابات النفسية والعقلية التي يواجهها هؤلاء الأطفال. والسبب الرئيسي لهذه المسائل هي نتيجة الاستخدام المفرط للقوة والعنف والغارات الليلية وعمليات القتل التي تطول احد أفراد الأسرة وفي كثير من الأحيان أمام الأطفال. السبب الآخر لعدم الاستقرار العقلي هو التغيير الجذري في المستوى المعيشي لهؤلاء الأطفال.                 
وكشفت الدراسة أيضا أن 21 طفلا فقط من بين 44 طفل من الأطفال ضمن عينة الدراسة الذين يعانون من مشاكل صحية يتلقى بعض أشكال العلاج الطبي عن طريق الهلال الأحمر العراقي ، واليونيسيف ، و الرعاية الصحية المجانية في المستشفيات السورية. وفي الحالات الأخرى كافة  فلم يكن بإمكان الأسر تحمل تكلفة العلاج الطبي غير المتوفر لبعض الحالات.

ملاحظات ختامية

على مدى عقدين ،ارتكبت الإدارة الأمريكية وحلفائها جرائم  تصل لمستوى الإبادة الجماعية في صفوف الشعب العراقي ، بما في ذلك الأطفال ]39[ ، ]40[. لقد بدأت الإبادة الجماعية المخططة  بفرض العقوبات الاقتصادية الوحشية التي شلت النمو الاجتماعي ، وانتهت باحتلال العراق. وقد تعمدت الإدارة الأمريكية خلال هذه الفترة ارتكاب أعمالا إجرامية ضد الإنسانية بشكل متكرر.. كما شملت هذه الجرائم تدمير البنى التحتية المدنية ، وتعريض الأطفال للجوع، وتلويث البيئة بالمواد السامة والإشعاعية الناضبة، وقد أدى ارتكاب قوات الاحتلال ودعمها للمذابح الطائفية والقتل والتعذيب إلى تشريد أكثر من خمسة ملايين عراقي.                     
إن الاستخدام المفرط وغير الضروري للقوة ضد السكان  المدنيين ، والاستهداف المتعمد حتى للأطفال الذين لم يولدوا بعد ، هو دلالة على وجود خطة مبيتة لتغيير التركيبة والكثافة السكانية للعراق لصالح بعض الأقليات التي ساعدت أميركا في عمليات الاحتلال  مثل الأكراد ممن يتمتع بحماية قوات الاحتلال الأمريكي والموساد الإسرائيلي المتمركزة في كردستان العراق منذ عام 1991 ، وقد دأب الأكراد في إطار مخططهم التوسعي على ممارسة أعمال القتل اليومي والتفجير والخطف ضد العرب والتركمان والمسيحيين والآشوريين واليزيديين في الأراضي المجاورة لحدود المناطق التي تدعى كردستان العراق مثل كركوك  وديالى والكوت والموصل ومناطق أخرى . وفي هذه المناطق يعيش الأطفال في محيط من الفوضى الشاملة، والعنف والإرهاب.
ان ممارسات الاحتلال الأمريكي التي أدت الى إبادة مايقارب الثلاث ملايين عراقي
]42[43][جاءت تحقيقا للسياسة الأمريكية الرامية لإيقاف الزيادة  السكانية المطردة في دول العالم الثالث والمعروفة بارتفاع معدلات النمو السكاني فيها، كما صرح بذلك الدكتور هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، الذي كتب : "إن إنهاء النمو السكاني ينبغي أن يكون الأولوية القصوى للسياسة الخارجية الأميركية تجاه الثالث العالم ]41[ ".                                     
إن الإبادة الجماعية لشعب وأطفال العراق لن تتوقف إلا عندما تغادر القوات الأمريكية المحتلة أرض العراق ويتم إصلاح ما تم تدميره وما زرعته من إرهاب على مدى العقدين الماضيين.

 

References

[1]       John Pilger." squeezed to death". The Guardian. March 4, 2000.

[2]       John Pilger."Killing the Children of Iraq –A Price Worth Paying?" .TV documentary exposes devastation toll of sanctions against Iraq .Britain’s ITV channel .Monday March 6th ,2000

[3]       ICR No.237."Suffer the children; number of children dying is higher than when the country was under sanctions ". Hind Al-Safar .November 16th, 2000.

[4]       UN DOCUMENT." Convention on the Rights of Child."

[5]       Joy Gordon."Sanctions as Siege Warfare ".The Nation Magazine .March 22nd, 1999.

[6]       UNICEF.1999b."Iraq Child and Maternal Mortality Survey, 1999: Preliminary Report". http//:www.childinfo.org/cmr/irq/irqscont.pdf

[7]       UNICEF: "Iraq Press Room :Iraq Surveys show humanitarian emergency" .Information Newline, August 12,1999

[8]       Richard Garfield."Morbidity and Mortality among Iraqi Children from 1990 through 1998: Assessing the impact of Gulf War and Economic Sanctions ".July 1999.

[9]       Kathy Kelly."Raising Voices ".The children of Iraq .1990-1999 In: Iraq under Siege, EDT, Anthony Arnov e. South End Press .200.

[10]     Rita Hindin, Doug Brugge and Bindu Panikkar." Teratogenity of Depleted Uranium Aerosols : A review from and Epidemiological Perspective " Environmental Health : A Global Access Science Source 2005, http://www.enjournal.net/info/instructions

[11]     Yaqoub A. et al. "Depleted Uranium and Health of People in Basrah: An epidemiological evidence .The medical journal of Basrah Univ. (MJBU), Vol.17, no.1 and 2, 1999, Iraq.

[12]     UN Food Program (WFP)"Iraq: Children Sever Nutritional Risk ".September 26, 1995.

[13]     CANESI."The Consequences of the War of Bombing and Sanctions Waged Against the People of Iraq Over the last 10 Years " www.cansi.org/engl/impact.html

[14]     Anup Shah."Effects if Iraq's Sanctions".                     www.globalissues.org/article/105/Effects_of_sanctions  .1998

[15]     Robert Fisk."Somebody is trying to provoke Civil War in Iraq".HCL.3/2/2006. http://www.informationclearinghouse.info/article 12137.html

[16]     Refugees Studies Center."Forced Migration Iraq’s Displacement Crises: the search for solutions ".Image Productions ISSN 1460-9819. http://www.fmreview.org

[17]     A.K. Gupta." Is the US Committing genocide in Iraq?". The Independent. October 7, 2007. http://www.independant.org/2007/10/19/is-th

[18]     Tony Perry and Julian E. Barnes. "Photos Indicate Civilians Slain Execution Style". Times .May 27, 2006. Ret .from Brussels Tribune.org

[19]     Haifa Zangana."Children of Iraq between Direct Targeting and Slow death ".Al Kudis Al-Arabia. Article in Arabic, 2-5-2009, London .UK.

[20]     Sherwood Ross."US and Allies Tortured Kids in Iraqi Prisons ".True Blue Liberal .November 8,2008

[21]     Michael Haas."Children and Unlamented Victims of Bush’s War Crimes ".ICH. May 1st, 2009.

[22]     Oxfam Briefing Paper No. 105 Oxfam GH, July 2007 .Oxfam Report on Humanitarian Situation in Iraq.

[23]      Jean Ziegler."US Troops Starve Iraqi Citizens ".BBC News. October 15, 2005.

[24]      Karl Vick."Children Pay Cost of Iraq’s Chaos". www.washingtonpost.com .November 21st, 2004.

[25]      Sarah Meyer."What kind of Incendiary Bombs were used Against Civilians in Iraq" .Global Research.ca .November 14, 2005. www.globalresearch.ca

[26]      IICPH."Iraqi Children: Victims of War". March 1st, 2007.

[27]     Martin Chulov." Huge   Rise in Birth Defects in Falluja". www.guardian.co.uk .November 13, 2009

[28]     Tokyo Newspapers."Iraqi Minister if Environment Appeals to Japanese Government for Assistance in Dealing with DU Contamination ".October 9, 2008 http://www.tokyo-np.co.jp/article/world/news/ck2008

[29]     Dahr Jamail. "Iraqi Hospitals Ailing under Occupation". Globalresearch.org. Feb 13, 2006.

[30]     Brussels Tribunal. "Attacks on and Military Occupation of Hospitals and other Medical facilities".  www.brusselstribunal.org.

[31]     John Hopkins Bloomberg School and Public Health."Updated Iraq Survey Affirms Earlier Mortality Estimates ". October 11, 2006.

[32]     AFP." US Invasion and Occupation Killed One Million In Iraq".  HCH .January 30, 2008.

[33]     Dahr Jamail and Ali Al-Fadhily. "2 of 3 Iraqi Children No Longer in School". December 18, 2006. http://www.albionmonitor.com.

[34]     UNESCO."UNESCO and Education in Iraq Factsheet ". March 28, 2003.

[35]     UNICEF. "Iraqi Schools Suffering from Neglects and war ".Press released .Amman /Geneva, October 15, 2004.

[36]     Dirk Adriaensens."In Cultural Cleansing in Iraq ". Auth(s): Raymond W. Baker, Sheren T. Ismael, Tareq Y.Ismael .Pluto Press .2009.

[37]     Voices of Iraq."Occupation’s Toll: 5 Million Iraqi Children Orphaned". AlterNet/World. December 18, 2007.

[38]     UNESCO Report 20/11/2007."300 000 Iraqi Children Taking Refuge in Syria. www.unesco.org/…/educations…Iraqi.

[39]     Gideon Poly." Passive Genocide in Iraq". Countercurrent.org. March 11, 2005.

[40]     Ian Douglas. "US Genocide in Iraq ". http://www.brusselstribunal.org/pdf/NotesOnGenocideInIraq.pdf. 2007

[41]     Lannie Wolf. "World Depopulation is Top NSA Agenda: Club of Rome ".A Timely Repost: The Haig-Kissinger Depopulation Policy. html: file ://H:\depopulation.mht.

[42]     David Goodner." American Genocide in the Middle East: Three Million and Counting". Globalresearch.org. August 13, 2007.